responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320

قال الحنبلي: من أراد أن يتلاعب بالنصوص يمكنه أن يجد ما يشاء من الأهواء التي يسميها أدلة.. وقد كان ابن تيمية يستعمل الكثير منها كلما أعوزته الحاجة، ومن ذلك اعتباره للسلف، وأنهم هم الممثلون الوحيدون للدين، فما فعلوه هو الشريعة، وما تركوه لا حظ له من الشريعة حتى لو دلت عليه كل الأدلة، وقد قال يبين ذلك: (ما يحدثه بعض الناس ـ إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي a، وتعظيماً.. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً. ولو كان هذا خيراً محضًا، أو راجحاً لكان السلف أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص) [1]

ولست أدري – سيدي القاضي – من أخبر ابن تيمية أن السلف أكثر تعظيما للرسول a من الخلف، مع قيام النصوص الكثيرة التي ذكرناها لك، والتي تجعل ذلك للأمة جميعا وليس لزمن دون زمن.

ثم راح يبين أن العلاقة برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم - كما يمثلها السلف في تصوره – تقتصر على العمل بالشريعة، فقال: (وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بُعِث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان)[2]

ولسنا ندري العلاقة بين هذا وذاك.. وهل أننا إذا عظمنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأحيينا المناسبات المختلفة المرتبطة به نكون قد قصرنا في العمل بسنته، أم أن الكمال هو الجمع بينها جميعا؟

وحتى لو فرضنا أن الأمة قصرت في سنته، فما المانع أن تكون هذه المناسبات وسيلة


[1] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 123)

[2] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 124)

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست