responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 310

عمر وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجنّ إلى قبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ولأصيحنّ به، إنّما أُريد فتى من قريش يصبّ عليّ الدنيا صبّاً[1].. وواضح أنّ الضمير في (به) راجع إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

ومنها ما رواه الطبري وابن كثير عن قرّة بن قيس التميمي، قال: (لا أنس قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين صريعاً وهي تقول: يا محمداه، يا محمداه، صلّى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطع الأعضاء..)

البينة الثانية:

قال القاضي: عرفت البينة الأولى، ووعيتها.. فهات البينة الثانية.

قال الميلاني: البينة الثانية سيدي القاضي تتعلق بمحاولات ابن تيمية المستميتة من أجل تأويل حديث الأعمى الصريح في التوسل وصرفه عن المقصد منه..

ومن التأويلات التي ذكرها للحديث حتى يحرم الأمة من الاستفادة منه ذكره أنّ التوسّل كان في حضور النبي لا في غيابه، وبذلك فإنه لا يصح التوسل بالنبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في حال غيابه، مع أن الحديث نصّ على أنّ الضرير توسّل بالنبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في غيابه، بشهادة ذيل الحديث حيث يقول الراوي وهو ابن حنيف:(فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث، حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضرٌّ)، فإنّ قوله: قد دخل علينا، دال عن أنّ الأعمى قد ذهب إلى التوضّؤ والصلاة في مكان بعيد عن محضر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وعمل بما أمر به النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ثم جاء إليه وقد ذهب ضرّه.

ومن تأويلات ابن تيمية للحديث ذكره أنّ التوسّل كان في حياة النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وإن لم يكن في محضره، وبذلك لا يصح عنده التوسل برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بعد وفاته، وهذا مخالف للواقع


[1] تاريخ دمشق:25/96.

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست