اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 268
مزاجه كالعادة فيما يخالف هواه، فقد قال في كتابه
(التوسل والوسيلة): (هذا كذب ظاهر مخالف لدين المسلمين، فإن من زاره في حياته وكان
مؤمناً به كان من أصحابه، ولا سيما إن كان من المهاجرين إليه المجاهدين معه، وقد
ثبت عنه a أنه قال: (لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل
أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) أخرجاه في الصحيحين، والواحد من بعد الصحابة
لا يكون مثل الصحابة بأعمال مأمور بها واجبة كالحج، والجهاد، والصلوات الخمس،
والصلاة عليه، فكيف بعمل ليس بواجب باتفاق المسلمين؟)[1]
2 ـ موقف
ابن تيمية من زيارة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قال القاضي: وعيت
هذا.. فهات الشاهد الثاني.
قام الهندي،
وقال: لم يكتف ابن تيمية بقطع تلك العلاقة العاطفية الجميلة للأمة عن نبيها a، بل راح يمنع بكل ما أوتي من وسائل من أمر فطري
تعارفت عليه البشرية، ودلت عليه النصوص الكثيرة.
قال القاضي: وما
هو؟
قال الهندي: زيارة
قبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فقد حاول ابن
تيمية بكل ما أوتي من أسلحة التبديع والتضليل أن يحول من زيارته التي تحن لها
القلوب، إلى معصية من المعاصي، بل بدعة من البدع، مع أن ذلك مما تعارفت عليه الأمة
الإسلامية سلفها وخلفها، بل ما تعارفت عليه الأمم من قبلها حتى لا تنقطع صلتها بمن
ترجع إليهم في شؤون دينها ودنياها، وحتى لا تزول آثارهم التي تدل عليهم.
بالإضافة إلى
ما في ذلك من المعاني التربوية العظيمة، والصلة الوجدانية العميقة،