وسئل هذا
السؤال: (أشكل عليَّ قولك: النبي قد يكون على غير التوحيد قبل الرسالة؟)، فأجاب
بقوله: (نعم النبي قد يكون على غير ذلك، فيصطفيه الله - عز وجل - وينبهه؛ يعني ما
فيه مشكل في ذلك، قد يكون غافلا)[2]
التفت القاضي
إلى الخليلي، وقال: وعيت هذا.. فهل طبقه على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟
قال الخليلي:
أنت تعرف الصعوبة التي سيلقاها ابن تيمية لو صرح بذلك في حق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ولكن لو تأملت كلامه ونقوله في هذا لوجدته لا
يستثني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، خاصة وأنه مهد
لذلك بكون الكمال فيه.
قال القاضي:
هلا أوردت لي أمثلة على ذلك.
قال الخليلي:
من الأمثلة على ذلك أنه يردد كثيرا حديثا يدل بظاهره على أن زيدا بن عمرو بن نفيل
عم عمر بن الخطاب كان أكثر ورعا عن الشرك وأسبابه من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد روى في (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة
أصحاب الجحيم) وغيره من كتبه أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الوحي، فقدم إليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
سفرة في لحم. فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم
ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه)[3]
بل ويضيف
إليها كل الروايات التي ورد بها الحديث ليؤكد المعنى، فيقول: (وفي رواية له: وإن
زيد بن عمرو بن نفيل كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل
لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض الكلأ، ثم أنتم تذبحونها على غير اسم