اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 197
الجبارين
الظلمة؟
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول؟
قلت: صدق
سيدي.. والرسالة بين يدي، وهي مشحونة بأمثال هذه النصوص والروايات.. لقد قال في
تلك الرسالة مبرهنا على ما يسميه صفة الضحك لله تعالى: (والإنسان حيوان ناطق ضاحك،
وما يميز الإنسان عن البهيمة صفة كمال، فكما أن النطق صفة كمال، فكذلك الضحك صفة
كمال، فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، ومن يضحك أكمل ممن لا يضحك، وإذا كان الضحك
فينا مستلزمًا لشىء من النقص فالله منزه عن ذلك، وذلك الأكثر مختص لا عام، فليس
حقيقة الضحك مطلقًا مقرونة بالنقص، كما أن ذواتنا وصفاتنا مقرونة بالنقص، ووجودنا
مقرون بالنقص، ولا يلزم أن يكون الرب موجدًا وألا تكون له ذات)[1]
ولو طبقنا
هذا المقياس الذي ذكره ابن تيمية على الله، لسوينا الله بعباده، ولجعلنا كمالاتنا الوهمية
كمالات له.
المثال
السادس:
التفت القاضي إلى الهندي، وقال: وعيت
هذا.. فهات المثال السادس.
قال الهندي: المثال
السادس هو ما ساقه ابن تيمية من تصريحات كثيرة تدل على قوله بافتقار الله تعالى
إلى وجود الكون أزلا وأبدا، لأن الله عنده محتاج الى الكون ليفعل كل هذه الأفعال.
وهو بقوله
هذا يرى أن الله تعالى لم يتقدم جنس الحوادث، وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل
فردٍ من أفرادِ الحوادث بعينه حادث مخلوق، وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن
[1]
الرسالة الأكملية في ما يجب لله من صفات الكمال (ص: 56).
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 197