اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 189
الله! ما
أجراك على الله وعلى كتابه بلا علم ولا بصر! أنبأك الله أنه إتيان، وتقول: ليس
بإتيان.. لقد ميزت بين ما جمع الله، وجمعت بين ما ميز الله، ولا يجمع بين هذين
التأويلين إلا كل جاهل بالكتاب والسنة، لأن تأويل كل واحد منهما مقرون به في سياق
القراءة، لا يجهلة إلا مثلك.. وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه، فوق
سماواته، وأنه لا ينزل قبل يوم القيامة لعقوبة أحد من خلقه، ولم يشكوا أنه ينزل
يوم القيامة ليفصل بين عباده ويحاسبهم ويثيبهم، وتشقق السماوات يومئذ لنزوله،
وتنزل الملائكة تنزيلاً، ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية، كما قال الله ورسوله..
فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور
الدنيا، علموا يقيناً أن ما يأتي الناس من العقوبات إنما هو من أمره وعذابه)[1]
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول؟
قلت: صدق
سيدي القاضي، فابن تيمية يذكر هذه الآية كثيرا، ويعتبرها من آيات الصفات، ويشدد
على من يتوقف في معناها أو يؤوله بحسب اللغة.
وهو يدعو إلى
مطالعة ما أورده السلف من روايات في ذلك، وكلها مشحونة بالأساطير التي لا تتناسب
مع جلال الله..
قال القاضي:
فهلا أوردت لي بعضها لأتأكد.
قلت: من ذلك
هذه الرواية التي أوردها الدارمي، والذي يرجع ابن تيمية إليه كثيرا في هذا الباب:
(إذا فرغ الله عز وجل من أهل الجنة والنار، أقبل الله عز وجل في ظلل من الغمام
والملائكة، فسلم على أهل الجنة في أول درجة، فيردون عليه السلا.. فيقول: سلوني،
ففعل ذلك بهم في درجهم حتى يستوي في مجلسه، ثم يأتيهم التحف من الله تحملها
الملائكة