responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169

معاني التشبيه في تجسيمهم، ولذلك يلتزمون أن تكون لله يدان، ويؤولون كلمة الأيدي لأجل ذلك[1]، ويلتزمون أن لله ساقين، ويؤولون ما أثبتوه لأجل ذلك.. وهكذا.. ولو أنهم كانوا صادقين في أن المراد بها صفات لما احتاجوا إلى العدد، فالقدرة والإرادة وغيرها لم يلتزموا فيها بالتعدد أو بالتثنية.

قال القاضي: هلا ضربت لي مثالا يوضح لي ذلك.

قال الهندي: سأضرب لك مثالا على ذلك بما ورد عنهم في الساق في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]، فقد رووا في ذلك رواية طويلة تفيد بأن الله يكشف عن ساقه يوم القيامة لخلقه[2].

لكن المشكلة التي واجهتهم هي أن الله تعالى ذكر ساقا واحدة، والأصل أن يكون له ساقان.. فماذا فعلوا؟

أما أبو يعلى الفراء، فاستنجد بالمجسم الكبير مقاتل بن سليمان الذي ذكرته لك سابقا، فروى له هذه الرواية: (يعني عن ساقه اليمين فيضيء من نور ساقه الأرض)[3]

وأما ابن تيمية فراح يستعمل أساليبه في الجدال، فقد قال في (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية): (من أين في ظاهر القرآن أنه ليس لله إلا ساق واحد وجنب واحد فإنه قال: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾ [الزمر 56]، وقال: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم 42] وعلى تقدير أن يكون هذا من صفات الله فليس في القرآن ما يُوجِب أن لايكون لله إلا ساق واحد وجنب واحد، فإنه لو دل على إثبات جنب واحد وساق واحد وسكت عن نفي الزيادة لم يكن ذلك دليلاً على النفي إلا عند القائلين


[1] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (3/ 342)

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] إبطال التأويلات 1/161

اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست