اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: وعيت هذا، وأدركت خطورته.. فهات المثال الرابع.
قال الهندي: المثال
الرابع يبين لك سيدي كيف حول ابن تيمية الآيات التي تتحدث عن المشركين وضعف
أصنامهم إلى آيات تقرر صفات الله سبحانه وتعالى، وهي آيات كثيرة، أكتفي لك بقوله
تعالى: ﴿ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ
يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ
يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾
[الأعراف: 195]، فقد حولها ابن تيمية إلى آية تفيد التجسيم والتشبيه.
قال القاضي:
كيف ذلك، والآية تتحدث عن الأصنام؟
قال الهندي: أجل..
ولكن ابن تيمية فهم منها أنها تشير إلى أوصاف الله تعالى، فقد قال تعليقا عليها:
(وللناس في هذه الآية قولان: أحدهما: أنه وصفهم بهذه النقائص ليبين أن العابد أكمل
من المعبود.. الثاني: أنه ذكر ذلك لأن المعبود يجب أن يكون موصوفا بنقيض هذه
الصفات فإن قيل بالقول الأول أمكن أن يقال بمثله في آية العجل. فلا يكون فيه تعرض
لصفات الإله؛ وإن قيل بالثاني: وجب أن يتصف الرب تعالى بما نفاه عن الأصنام.. ووجب
أن يوصف الله عز وجل بما جاء به الكتاب والسنة من الأيدي وغيرها)[1]
قال القاضي:
ما يعني بقوله هذا؟
قال الهندي: هو
يعني أنه ما دامت الأصنام ليست لها أرجل تمشي بها، فالله لابد أن تكون له هذه
الأرجل.. وما دامت ليست لها آذان تسمع بها.. فالله لابد أن تكون له آذان.. وهكذا.