اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164
قال الهندي: لقد
افتتن ابن تيمية وسلفه وخلفه بذاك الحديث افتتانا عظيما حتى اعتبروه أصلا من أصول
الدين.. ولذلك اعتبروه من الأحاديث الدالة على صفات الله عز وجل مع أن ظاهره إثبات
الجوارح والأعضاء لله تعالى.
فهذا ابن
تيمية يقول كلاما خطيرا ليس في التجسيم فقط، بل في كون النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان يستمع لأحاديث اليهود، ويصدقها، ثم يأتيهم بالآيات
التي تدل على ما قالوا، لقد قال: (وكان اليهود إذا ذكروا بين يديه أحاديث في ذلك
يقرأ من القرآن ما يصدقها كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود أن يهودياً قال
للنبي a: (إن الله يوم القيامة يمسك
السموات على إصبع..)[1]
هل رأيت – سيدي القاضي – الخطورة التي يؤدي إليها هذا الكلام؟ إنه أكبر شبهة يستند إليها من يزعم
أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخذ دينه من أهل
الكتاب من قبلنا.
قال القاضي:
فهل فهموا من الإصبع أنها الإصبع الحقيقة؟
قال الهندي: أجل
سيدي.. بل اعتبروا هذا الفهم هو السنة، وأن ما عداه تعطيل وضلال وكفر.. فهذا أبو
يعلى يقول – كعادته مع أمثال هذه النصوص-: (اعلم أنه
غير ممتنع حملُ الخبر على ظاهره وأن الإصبع صفة ترجع إلى الذات وأنه تجوز الإشارة
فيها بيده)[2] ، بل إنه نقل روايتين عن الإمام أحمد
الأولى أنه أشار بأصابعه وهو يحدث بهذا الحديث، وذلك تشبيه محض، والثانية أنه أنكر
على من أشار بيده عند التحديث به وقال: قطعها الله ثم ترك مجلسه، وجمع القاضي بين
الروايتين فقال: (وهذا محمول على أنه قصد التشبيه، والموضع الذي أجازه لم يقصد
ذلك)[3]