اسم الکتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 127
لقد نقل ابن
تيمية ذلك مستشهداً به على ذم من سماهم (المتأخرين من أصحاب الأشعري) مع أن من
سماه شيخ الإسلام لم يترك منهم أحداً، بل حكى الإجماع على تكفيرهم، وشحن كتبه في
ذلك وسعى بين السلاطين في فتنتهم، ونضح بما فيه من وصفهم ذلك الوصف الذي خرج به عن
حدود الأدب [1].
التفت القاضي
إلي، وقال: هل حقا ما يقول؟
قلت: أجل
سيدي القاضي.. فكتب ابن تيمية مشحونة بالثناء عليه، ولا أحتاج لذكر شواهد على
ذلك.. بل إنه يحرص دائما على أن يسميه (شيخ الإسلام)
المثال
الثالث:
قال القاضي: وعيت هذا.. فهات المثال
الثالث؟
قال الخليلي:
المثال الثالث هو في موقف ابن تيمية من علم من كبار أعلام المجسمة يقال له (أبو
يعلى الفراء).. وهو رجل قد نال سخط الحنابلة بسبب كتاب كتبه مشحون بكل ألوان
التجسيم والتشبيه، ومع ذلك لم ينل من ابن تيمية ما يستحقه من الذم والعتاب.
قال القاضي:
هل لك أن تفصل أكثر.. فنحن في مجلس قضاء.. ولا نقبل إلا البينات الواضحة.
قال الخليلي:
لقد ألف أبو يعلى كتابه (إبطال التأويلات) في أوائل القرن الخامس الهجري، لكن
الكتاب بحكم ما فيه من تجسيمات وتشبيهات بقي مغمورا إلى أن ذاع خبره سنة (429هـ)
حينها ضج العلماء لظهور هذا الكتاب ولافتتان بعض العوام بما فيه.. وقد حصلت بسبب
ذلك فتنة اقتضت تدخل الخليفة القائم بأمر الله