(لقد غلت هذه الشيعة في علي
كما غلت النصارى في عيسى بن مريم)[1]
ومنها الروايات الكثيرة عن عامر
الشعبي (105هـ)، والتي نقلها ابن تيمية وغيره من أعلام السلفية، وهي إن صحت تدل
على حقد كبير لا يتناسب مع جلال هذا العلم ومكانته، فقد رووا عنه قوله: (ما رأيت أحمق من الخشبية [2] [يقصد الشيعة ]، لو كانوا من
الطير لكانوا رخما، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا، والله لو طلبت منهم أن يملؤوا
هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي لأعطوني، والله ما أكذب عليه أبدا)[3]
ورووا عنه هذا القول الطويل
الممتلئ بالكذب عليهم: (أحذركم أهل هذه الأهواء المضلة، وشرها الرافضة، لم يدخلوا
في الاسلام رغبة ولا رهبة، ولكن مقتا لأهل الاسلام وبغيا عليهم)[4]
ثم راح يقارن بين الشيعة واليهود
ليجعل الشيعة يهود هذه الأمة ـ متناسيا تتلمذه وتتملذ إخوانه من السلف على اليهود
ـ فقال: (وآية ذلك أن محنة الرافضة، محنة اليهود. قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا
في آل داود، وقالت الرافضة لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي، وقالت اليهود: لا جهاد
في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال، وينزل سيف من السماء، وقالت الرافضة: لا
جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي، وينادي مناد من السماء.. واليهود يؤخرون
الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم.. واليهود
تزول عن القبلة شيئا، وكذلك الرافضة، واليهود
[2] يقصد الشيعة، والخشبية نسبة إلى
الخشب، وذلك لأنهم كانوا يرفضون القتال بالسيف ويقاتلون بالخشب، وذكر ابن حزم
(الفصل 5/45) أن بعض الشيعة كانوا لا يستحلون حمل السلاح حتى يخرج الذي ينتظرونه
فهم يقتلون الناس بالخنق وبالحجارة، والخشبية بالخشب فقط.