responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كلكم كفرة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355

شيء، وخاصة إن وافق نفوسهم الممتلئة بالأحقاد، ليغذيها بغذاء التكفير الذي يشتهونه.. لكنه إن قصر في ذلك، فهم يكملون ما قصر فيه.

ولهذا نجدهم يتمنون لو أنهم استطاعوا أن يحرقوا كل ما كتبه عن التصوف هو وابن القيم وابن رجب وغيرهم.. مثلما فعل أسلافهم بكتب الغزالي والفلاسفة.

وهكذا راح ينقل كلمات الجنيد في السلوك والمعرفة، ويطبق عليها كل الأحكام الجزافية التي وضعها، فقد نقل عن الجنيد قوله للشبلي: (نحن حبرنا هذا العلم تحبيراً، ثم خبأناه في السراديب، فجئت أنت فأظهرته على رءوس الملإ! فقال: أنا أقول، وأنا أسمع، فهل في الدارين غيري؟)، ثم علق عليه بقوله: (يهمنا في هذا النص قول الجنيد فقط. إِنه يخبر عن علم حبره هو تحبيراً، (أي: وضع قواعده وأصوله)، ثم خبأه في السراديب! فما هو هذا العلم المخبأ؟! ولم خبأه في السراديب؟!)[1]

وهكذا يسأل نفسه، ويجيب نفسه، ثم يحكم في الأخير بنفسه، فهو القاضي وهو المدعي وهو السجان وهو السياف.. ولا يحل لأحد من الناس أن يوضح له مقصود الجنيد حتى لو كان ابن تيمية نفسه.

وهكذا نراه في موقفه من الشيخ عبد القادر الجيلاني، والذي أثنى ابن تيمية عليه كثيرا في كتبه، كما رأينا بعض النماذج على ذلك سابقا، لكن ابن تيمية ـ كما يصور هذا السلفي المعاصر ـ لم يفهم هذا الشيخ الجليل، لأن حيل الباطنية الصوفية انطلت عليه.

ولهذا يوضحها له في كشفه الذي حصل لأول مرة في التاريخ، وتلقاه السلفية بكل أريحية، ولم يبالوا بطعن ابن تيمية ولا غيره من أسلافهم.

ومن تلك الأدلة التي استدل بها على تكفيره بسبب قوله بوحدة الوجود الفلسفية


[1] الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ، ص96.

اسم الکتاب : كلكم كفرة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست