responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كلكم كفرة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 302

هذه ـ ببساطة ـ مفاهيم الصوفية حول وحدة الوجود ـ كما يوضحها أعلامهم الكبار، بل كما يشير إليها القرآن الكريم نفسه، وكان الأجدى بالسلفية قبل أن يصدروا أحكامهم القاسية بتكفير كل من يقول بهذا المعنى أن يراجعوا هؤلاء، ليفهموا منهم معناها، فخير من يعبر عن المرء لسانه.

ولكنهم ـ حتى لو ذهبوا إليهم ـ فسيظلون على تكفيرهم لهم، لأن المشكلة عندهم ليست في هذا المعنى، وإنما المشكلة الكبرى في تنزيه الله وعدم القول بتجسيمه وتقييده وتحديده.. ولهذا فإنهم يضعون المنزهة جميعا بمدارسهم الكلامية والصوفية في سلة واحدة، لأن أول العقيدة في الله عندهم هي أن الكون شطران: شطر يسكنه الله، وهو العرش وما علا.. وشطر يسكنه الخلق، وهو ما دون العرش إلى الأرض السفلى[1].

2 ـ تهمة المواجيد والأشواق الروحية:

من المميزات التي تميز بها الصوفية عن سائر المدارس الإسلامية اهتمامهم الشديد بالصلة الروحية أو الوجدانية أو العاطفية بين العبد وربه سبحانه وتعالى، ولهذا كانت جميع الطرق الصوفية عبارة عن تجارب مختلفة تحاول أن تختصر للسالك والمريد الطريق إلى هذا التواصل.

فلا يكفي في التواصل الروحي مع الله ـ عند الصوفية ـ ممارسة الشعائر، ولا أداء التكاليف الظاهرة، فكل ذلك جميل، ولكنه لا يكفي.. بل الذي يجب قبل ذلك وبعده هو تلك المحبة والشوق والتطلع الروحي للتواصل مع الله.

وقد كان من أساليبهم في تربية المريدين على هذه المعاني السامية التعبير عنها بما يرغب فيها، وبما أن التعبير عن المعاني الوجدانية لا تجدي فيه طريقة المتكلمين ولا


[1] انظر الأدلة على قول السلفية بهذا في كتابنا [السلفية والوثنية المقدسة]

اسم الکتاب : كلكم كفرة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست