اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 405
وبذلك تحولت
سورة البقرة من سورة تمثل منهج حياة كاملة تبنى على ضوئها شخصية المؤمن الفكرية
والسلوكية إلى حرز وحصن يتحصن به الراقي أو السلفي من إذية الشياطين.
وهكذا تحولت
الأذكار عندهم من وسائل يعرج بها المؤمن إلى الله، ويتصل
بواسطتها به، إلى مجرد وسيلة للتحصن من إذية الشياطين، يقول الكاتب: (ومن
الحصون المنيعة التي يستتر بها المعالج من عدوّه ذكر الله عزّ في حركاته وسكناته، فيحافظ على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم واليقظة
والأذكار عند المطعم والملبس والدخول إلى الخلاء والخروج منه)[1]
ومن الحصون
كذلك التي (يمكن للمعالج أن ينتفع بها كشرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه
في البيت أو دهنّ الجسد بالزيت المرقى)[2]
بالإضافة إلى
هذه الحصون (يحتاج المعالج إلى تأهيل بدني حتى يتمكن من القراءة بصوت مسموع وبصورة
مطولة على المرضى، ولذلك عليه أن يدرب حنجرته على ذلك، فيقرأ بشكل يومي القرآن الكريم بصوت مسموع ولمدّة
طويلة على قدر الاستطاعة، ثمّ يطيل هذه المدّة أكثر فأكثر، حتى تتقوى حباله الصوتيّة ويتحسن تنفسه)[3]
وينبه الكاتب
الطبيب الراقي إلى أنه (قد يتعرض في بعض الأحيان إلى الاعتداءات من الشياطين في
النّوم، فيستيقظ عدّة مرّات في اللّيلة الواحدة
ولا يجد الراحة في نومه، ولقلة النّوم عدة تأثيرات على صحة المعالج
ونفسيته، وهذا الأسلوب تتبعه الشياطين مع المصابين
أيضا، وبغض النظر عن التحصينات التي تمنع مثل
هذه