اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 374
وقلوبا غلفا، وكان من جهود الشيخ رعاه الله جهاده الدؤوب لأهل
الأهواء والبدع والتصدي لهم والصدع بذلك من غير أن يخاف في الله لومة لائم.. فأخذ يجاهد المبتدعة على اختلاف نحلهم ومذاهبهم، ابتداء بالشيعة الرافضة ثم بالصوفية الخرافية ثم بالحزبيين
الملبسيين على عامة الناس، وهكذا غيرهم من الملاحدة الكفرة
كالاشتراكيين والبعثيين والناصريين، فانتفع بدعوته
القاصي والداني من أهل اليمن وغيرهم من شتى بلدان العالم، فشاع
ذكره وانتشرت محاسنه، فتوافد إليه طلبة العلم من هنا وهناك
لتلقى ما حباه الله به من علم وهدى وعلى النقيض من ذلك ظهر صنف من أهل البدع قد
غرتْهم زخرفة الحياة الدنيا وانقادوا لها دون خوف من الله ولا استحياء من علماء
الأمة، ومنهم المدعو عبد المجيد بن عزيز الزنداني، فأخذ يبث ما ألقاه الشيطان عليه في صفوف اليمنيين
خاصة، وغيرهم عامة، حتى
انطلى البلاء على كثير من شباب الأمة، بل من كبارهم
فَعُدَّ عندهم من رواد العلم العاملين به وأن الوقيعة فيه تعد من قبيل السب
والغيبة وما شابه ذلك)[1]
وهو يقصد هنا
موقفه من العلوم الحديثة، وتدريسه لها في جامعة الإيمان، وذلك ما اعتبره الوادعي انحرافا عن سنة السلف الصالح
الذين كانوا يقتصرون على العلوم الشرعية.
ومن كتبه في
هذا المجال ما كتبه ردا على التفسيرات العلمية لأسباب الزلازل، حيث ألف رسالة في ذلك بعنوان (إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على
الملاحدة الضلال)، وقد رد فيها بشدة على ما تقوم به مدارس
المسلمين من تعليم تلاميذها علوم الكفار، فقال: (نحن
نأسف لبعض الملاحدة المخذولين الذين منّ الله عليهم وجعلهم