responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 357

التراث السلفي.. والعلوم الكونية

نريد بالعلوم الكونية في هذا الفصل كل العلوم التي تتعلق بالتعرف على الكون والحياة والإنسان والظواهر المرتبطة بها، وهي علوم ورد في القرآن الكريم الكثير من الحديث عنها، والدعوة إلى الاهتمام بها، بل إن الآيات المرتبطة بها ـ كما يذكر بعض الباحثين ـ تشكل ما يقارب خمس القرآن الكريم، فهناك أكثر من (1200) آية قرآنية على الأقل تشير إلى المعارف العملية المختلفة، وكل آية منها تشير إلى حقائق الوجود الكبرى التي استغرقت من البشر قرونا طويلة للوصول إليها.. ولكن القرآن الكريم يعطيها لنا بسهولة ويسر، ويربطها بحقائق الوجود جميعا.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ﴾ [سورة فصلت: 53]، فهذه الآية الكريمة واضحة الدلالة على وعد الله لعباده بأن يكشف لهم في مستقبل أيامهم عن حقائق الآفاق والأنفس.. وهي واضحة الدلالة أيضا على أن تلك الحقائق تنسجم مع القرآن الكريم انسجاما تاما، بل إنها ستشهد له بالحق، وتدل على مصدره الإلهي، وسبب ذلك أن الله على كل شيء شهيد.. ولذلك يستحيل أن تتناقض المعارف المكتشفة مع المعارف التي أنزلها الله على عباده في كتابه.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العظيمة قوله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون ﴾ [سورة النمل: 93]

بل أخبر في مواضع مختلفة أن الزمن كفيل بأن يوضح من الحقائق القرآنية ما لم يكن مدركا في الزمن الذي أنزل فيه القرآن، قال تعالى: ﴿ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُون ﴾ [سورة الأنعام: 67]، وقال: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين ﴾ [سورة ص: 88]

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست