responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 317

 

التراث السلفي.. والعلوم العقلية

نريد بالعلوم العقلية هنا العلوم التي تستخدم العقل إما استخداما مجردا لفهم القضايا وتحليلها واتخاذ المواقف منها، أو تستخدم العقل لتفهم به النقل، أو لتوفق بينه ويبن العقل، أو لتجمع به بين ما اختلف فيه من النقل، وخاصة في التمييز بين المحكم والمتشابه.

وعندما نطبق هذا المفهوم على التراث الإسلامي نجد أن كل طوائف الأمة استعملته، حيث نجد عقلا كثيرا عند فلاسفة المسلمين ومناطقتهم ومتكلميهم، بل حتى فقهائهم وصوفيتهم.. فكل هؤلاء استعملوا العقل في خطاباتهم وتحليلاتهم ومواقفهم.

وكمثال على ذلك نجد أبا حامد الغزالي، وهو رجل جمع بين الفقه والكلام والتصوف وغيرها، يستعمل العقل في كل شيء: إما استعمالا مجردا، كما استعمله في مباحثه الفلسفية، أو استعمالا ممزوجا بالنقل، كما استعمله في مباحثه الكلامية والأصوليه، أو ممزوجا بالتجربة كما استعمله في التصوف والأخلاق، فقد راح في كتبه الصوفية يحلل الأخلاق تحليلا علميا عقليا استفاد بعضه من الفلاسفة السابقين، وأضاف بعضه من خلال تجربته ونظره المتدبر في النصوص.

وهكذا الأمر عند فرق المسلمين جميعا حيث نجد عقلا كثيرا عند الشيعة والإباضية والزيدية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم، فكتبهم العقدية والفقهية وغيرها تستعمل العقل وتعتبره مصدرا أساسيا للمعرفة لا يمكن أن يستغنى عنه.

وهكذا نجد الجميع يشيدون بالعقل ويحترمونه، ويحاولون قدر ما استطاعوا مراعاته، باعتباره أداة أساسية لفهم الشرع، كما قال الغزالي في كتابه [معارج القدس في مدارج معرفه النفس] تحت فصل مهم عنونه بـ (تظاهر العقل والشرع وافتقار أحدهما

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست