responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 276

 

بناء على ما سبق، فإن السلفية يتخذون من التاريخ مطية ووسيلة لضرب المخالفين لهم وتجريحهم والحط من شأنهم، مثلما يفعلون في العقائد والفقه عندما يكذبون على كل مخالف لهم، ويتهمونه بالبدعة.

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر، ولكني سأسوق هنا مثالا يردده الكثير من المعاصرين، ويبنون عليه جدرا كثيرة من الأوهام والأحكام الجزافية مع كون الحادثة لو صحت كما ذكروا لا تعدو أن تكون مرتبطة بأصحابها، ولا يحق لأحد من الناس أن يعمم ما فعل الفرد والفردان لطائفة محترمة من الأمة.

والمثال هو ما يذكره السلفية قديما وحديثا من قصة ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي وطعنهما لسائر المسلمين في الظهر.. ثم يبنون على هذا أن كل الشيعة خونة وجند للشيطان ليستأصل الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.. ولم يكلف أحد منهم نفسه بالتحقيق في مدى صدق الروايات التاريخية المرتبطة بهذا.

وبناء عليه سأسوق هنا ما ذكره السلفية حول تلك الأحداث، ثم أسوق ما يذكره غيرهم من المؤرخين حولها، لنرى الإزدواجية والكذب الذي تعلمه السلفية من أساتذتهم القدامى من اليهود.

أما السلفية، فقد عبر ابن تيمية عنهم بقوله ـ متحدثا عن تلك الحادثة، ومتهما بها الشيعة جميعا سلفهم وخلفهم ـ: (هم يستعينون بالكفار على المسلمين، فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا معه على المسلمين، كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار، فإن الرافضة أعانته على المسلمين، وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد، فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا وباطنا، وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم، فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى في قطع أرزاق

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست