responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262

 

من أبرز مخالفات التراث السلفي في الجانب التاريخي هو تلك الاستهانة بالتحقق من الأحداث التاريخية، حيث شحنوا أسفارهم الكثيرة بكل ما هب ودب من الأخبار، وبنوا عليها أسوارا من الأوهام والمواقف، مع كونها جميعا لا تستند إلى ركن متين من الحقيقة، بل إنها فوق ذلك مملوءة بالكذب والدجل والخرافة.

ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا بمنهجهم الانتقائي الذي مارسوه مع كل العلوم والمعارف، ينتقون من الأحداث والرواة ما يضربون به خصومهم، فاستعملوا التاريخ كما استعملوا العقيدة والفقه والحديث وغيرها من العلوم لطرد من يشاءون من الأمة أو تشويهه أو تخوينه.

انطلاقا من هذا سنذكر هنا بعض الأمثلة عن أهم النواحي التي وقع فيها الخلل في التراث السلفي في جانبه التحققي:

1 ـ التساهل مع الرواة:

لقد كانت البداية في أكثر ما كتب من المدونات التاريخية القديمة من لدن سلف السلفية الأوائل الذين رضوا عنهم، وانتقوهم من دون غيرهم من السلف، فقد صنف عبيد بن شرية الجرهمي كتابه في تاريخ ملوك اليمن القدامى، وأمره معاوية أن يصنف له كتابا في تاريخ العرب أسماه (كتاب الملوك وأخبار الماضين).. وهكذا كتب وهب بن منبه كتابه (التيجان وملوك حمير) الذي اعتبر بعد ذلك من أهم المصادر في تاريخ اليمن.

وهكذا نجد أكثر الكتب في السيرة النبوية المسندة قد ألفت من طرف سلف السلفية الأوائل من أمثال أبان بن عثمان بن عفان (ت 105هـ) الذي تتلمذ على يديه كثير من المحدثين الأوائل كابن شهاب الزهري وابن إسحاق المطلبي، ومن الأمور التي تقدمه لدى السلفية مشاركته في وقعة الجمل في حرب الإمام علي، وتوليه إمارة المدينة

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست