responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 259

 

التراث السلفي.. والسيرة والتاريخ

من المعارف التي اهتم بها التراث السلفي، وخصص لها جزءا كبيرا من مؤلفاته، واشتهر بها الكثير من أعلامه المعارف التاريخية، سواء ما ارتبط منها بسيرة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، أو سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من قبله أو التاريخ عموما.

لكنا عندما نطلع على تلك الدراسات التي تمتلئ بها عشرات المجلدات المسندة وغير المسندة نجد مخالفات صريحة للمنهج القرآني في الدراسات التاريخية.

ذلك أن المنهج القرآني في هذا النوع من الدراسات يقوم على دعامتين أساسيتين:

الدعامة الأولى: التحقق من الأحداث التاريخية، بحيث لا نقبلها إلا من مصادر أمينة موثوقة، لأن التاريخ ليس مجرد أحداث، بل هو أحداث تنبني عليها مواقف وعبر، والخطأ في التعرف على الأحداث بدقة سيجر لا محالة إلى الخطأ في الاعتبار والموقف.

ولهذا نهى الله تعالى المؤمنين في سورة الكهف عن البحث عن تفاصيل أخبار فتية أهل الكهف، لعدم وجود مصادر أمينة موثوقة يمكنها أن تعرف بحقيقتهم، أو تدل على الأحداث المرتبطة بهم، كما قال تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ [الكهف: 22]

فقد اعتبر القرآن الكريم مجرد الحديث عن عددهم من غير بينة رجما بالغيب، وهو من أعظم الكذب والزور والبهتان.

وهكذا الأمر عندما ذكر مدة لبثهم في الكهف، كما قال تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست