اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 224
اللدود، وعليه أن يظهر له كل صنوف العداوة، ابتداء من التحذير منه، كما
قال ابن تيمية عند بيانه لوجوب
النصح لصالح الإسلام والمسلمين:
(ومثل أئمة البدع من أهل
المقالات المخالفة للكتاب والسنة،
أو العبادات المخالفة للكتاب
والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب
باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي
ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبيَّن أن نفع
هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية
باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد
الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من
أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب
وما فيها من الدين إلا تبعًا،
وأما أولئك فهم يفسدون
القلوب ابتداءً) [1]
وبناء على
هذا أصبحت غيبة المخالف عندهم سنة مستحبة، بل
واجبا شرعيا، لأنه لا يتم أمر السنة ـ كما يفهمها
السلفية ـ إلا به.. بل لا تكفي الغيبة وحدها، بل السلفي الحقيقي هو الذي يضيف إليها النميمة
والتجسس والتحسس وكل ما ورد في الشرع النهي عنه.. لأن
النهي ـ بتصورهم ـ خاص بالمؤمنين..
والمؤمنون عندهم هم فقط من
يؤمنون بأن الله قاعد على عرشه،
وله يدان وعينان وساق.. ومن عداهم ليسوا سوى جهمية ومعطلة وكفرة.
والسلفية لا
يكتفون بذلك فقط.. بل يضيفون إليه استعمال كل صنوف الأذى
للمخالف ابتداء من الأذى النفسي،
وانتهاء بالأذى الجسدي.