اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
والفواحش
ونحو ذلك وقد يخبرون بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه ويدخلون في جوف الانسان قال
النبي k: (ان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم)[1]
ويقول في [دقائق
التفسير]: (وتارة يخدم هؤلاء لهؤلاء فى أغراضهم
وهؤلاء لهؤلاء فى أغراضهم فالجن تأتيه بما يريد من صورة او مال أو قتل عدوه والانس
تطيع الجن فتارة تسجد له وتارة تسجد لما يأمره بالسجود له وتارة تمكنه من نفسه
فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الانس الذى يخدمنه ما يريد نساء
الانس من الرجال وهذا كثير فى رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الانس
ما يناله الانسى وقد يفعل ذلك بالذكران)[2]
وسئل الشيخ
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي للاستعانة بالجن في الكشف عن
الجرائم والسرقات الخطيرة ونحو ذلك، فقال: (لا شك أن في الجن مسلمون وصالحون، ولا شك أنهم جميعا يروننا ونحن لا نراهم، وأنهم يتكلمون وقد نسمع كلامهم وقد لا نسمعه،
فعلى هذا لا ينكر أنهم يخبرون بعض البشر بأشياء لا يعلمها
الإنس لأنهم لخفتهم يقطعون المسافات الطويلة في زمن قصير، وقد
حكى الله عنهم قولهم: ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ
فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ
مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا
رَصَدًا ﴾ [الجن: 8، 9]، ففي الإمكان أن يعلموا عن السارق ومكان الضالة ومجتمع أهل الإجرام ومكائد الأعداء وموضع ذخائرهم ونوعها، ولكنهم لا يعلمون الغيب.. فأما الاستعانة بهم فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك
استخدام لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم، فأما
إن تلبس أحدهم بإنسان وسألناه عن بعض ما لا نعلمه فلا مانع من اعتبار خبره، مع أنه قد يظن