اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
الإنس يأمر
الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس بذلك فهذا
من أفضل أولياء الله تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه. ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل
الإنس في أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم
ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر
أنه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد
الرسول: كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ومن كان يستعمل
الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم أو في
العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم وإما في فاحشة
كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ثم إن استعان بهم
على الكفر فهو كافر وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص: إما
فاسق وإما مذنب غير فاسق وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه
من الكرامات: مثل أن يستعين بهم على الحج أو أن يطيروا
به عند السماع البدعي أو أن يحملوه إلى عرفات ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله
به ورسوله وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به)[1]
ومن ذلك قول
ابن تيمية عند حديثه عن أسباب الصرع: (وصرعهم للإنس قد
يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس، وقد
يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف.. وقد
يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس وحينئذ فما كان من الباب الأول فهو من
الفواحش التى حرمها الله تعالى كما حرم ذلك