responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64

حشو.... لا تحقیق

من الأوصاف الأساسية للسلفية، والتي يمكن اعتبارها ركنا للعقل السلفي [الحشو]، وهو يعني الجمع من دون تمحيص ولا تحقيق ولا غربلة.. وقد اكتسب السلفية بفعل إدمانهم على الحشو لقب الحشوية، والذي لقبهم به الكثير من العلماء المتقدمين، وخاصة المتكلمين منهم.

ولتقريب هذا المعنى لواقعنا المعاصر، فإننا نشبههم في هذا بما يمارس في عالم الصحافة من سعي كل صحيفة أو قناة إخبارية للحصول على جمع أكبر قدر من المعلومات المرتبطة بالحادثة التي يريدون الحديث عنها من دون التحقق منها، أو التحقيق فيها، لأن الهدف هو الوصول إلى الخبر، وإمتاع فضول السامع به، ولا بأس ـ إن كان كاذبا ـ أن يصدر تكذيبه بعد ذلك.

وهكذا فعل سلف السلفية من المحدثين الذين راحوا يمارسون ما يمارسه الصحفيون من التنقل في البلدان، وتلقف كل حديث يردد، ثم تسجيله بإسناده، ونشره بين عامة الناس وخاصتهم.

بل إنهم ـ من أجل الحصول على السبق في الرواية ـ وقعوا فيما وقع فيه الصحفيون من التنافس الحاد، والبحث عن الغرائب، وجمع المتفرقات ليشكلوا منها موقفا أو صورة معينة.

وقد جعلهم ذلك كله كحاطب ليل يجمعون الصادق والكاذب من الأخبار، ويجمعون بين الطيب والخبيث من الأسانيد، ولا يبالون بأن يسجلوا كل ذلك، ثم يطرحوه ككتب ومصنفات لتفعل فعلها في الأمة.

ولهذا، ولأجل ذلك التنافس الشديد، لم يكن لهم وقت يسمح لهم بالتحقيق أو

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست