responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

لكنا إن عدنا إلى كتب التفسير التي ضمت فهوم السلف، لا نجد لهؤلاء الصحابة إلا وجودا محتشما جدا، يكاد يكون معدوما، حتى أن السيوطي قال: (لا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلا آثارا قليلة جدا لا تكاد تجاوز العشرة)[1]

بل إنهم يروون عنه أنه سئل عن آية، فقال: (أي أرض تسعني؟ أو أي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله؟)[2]

وروي أن عمر قرأ على المنبر قوله تعالى: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ [عبس: 27 - 31]، ثم قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت في يده فقال: هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب، اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب، فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه)[3]

وهكذا لا نجد بلالا ولا عمارا .. ولا كل الصحابة الذين يظل السلفية الذين يتخذهم العقل السلفي مطية لتكفير الأمة وتبديعها.. بينما هو لا يعرفهم، ولا يأخذهم الدين عنهم، وإنما يستعملهم فقط ليستر بهم أولئك اليهود الذين يتتلمذ على أيديهم.

ومثلهم في ذلك مثل رجل أشاد بأطباء بلدة وقدراتهم وخبراتهم.. لكنه عندما أرسل مريضه إليها ليعالجوه، لم يرسله لأطبائها وإنما أرسله لبوابيها وكناسيها وحجاميها.

وهكذا يفعل العقل السلفي حين يتاجر بالصحابة، وهو يقصيهم، بل يحارب


[1] الإتقان(2/493)

[2] ذكره القرطبي في تفسيره 1 ص 29.

[3] رواه سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب والحاكم وصححه، انظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 421)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست