responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 321

أما في الأحكام، فنجد الكثير من الأحكام التي تتناقض مع القرآن الكريم، والصحيح من السنة المطهرة.. وأخطرها ما يعتمد السلفية عليه لتبرير جرائم العنف التي مارسوها عبر التاريخ، ولا زالوا يمارسونها وهو حكم الردة..

فمع كون الأحاديث التي وردت في قتل المرتد كلها وردت عن طريق الآحاد، وهي تنافي كل ما ورد في القرآن الكريم من عدم قتل المرتد، ومن الحرية الدينية، وهي آيات كثيرة جدا، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)﴾ [آل عمران:90-91]

فالآية واضحة هنا بأن عقوبة المرتد متعلقة بالآخرة، وليس لها علاقة بالدنيا، ولو كان هناك حد لذكره كما ذكر حد الزنا والسرقة، وهما أدنى بكثير من حد الردة، فالجلد والقطع أقل من القتل.

ومن الآيات الكريمة الدالة على أن حد الردة حد مضاف في الشريعة لينسخ سماحتها ورحمتها قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]، والآية واضحة، وليس لها علاقة بأي عقوبة، بل هي مجرد تهديد للمرتدين باستغناء الله عنهم واستبدالهم بغيرهم.

وهكذا قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 137]، فالآية الكريمة تعطي الكثير من الفرص للمرتد، ولو أنه كان هناك حد ردة، لما تمكن من أن يؤمن ثم يكفر، ثم يؤمن ثم

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست