responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195

الأربعة: مذهب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من الأئمة، كسفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وغيرهم، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين، متفقون على أن الإمام لو هدم كل كنيسةٍ بأرض العنوة كأرض مصر والسواد بالعراق، وبر الشام ونحو ذلك، مجتهدًا في ذلك، ومتبعًا في ذلك لمن يرى ذلك، لم يكن ذلك ظلماً منه؛ بل تجب طاعته في ذلك.. وإن امتنعوا عن حكم المسلمين لهم، كانوا ناقضين العهد، وحلت بذلك دماؤهم وأموالهم) [1]

ولذلك لا نستغرب ما يمارسه تلاميذ المدرسة السلفية من تدمير للكنائس وإساءة للمسيحيين وغيرهم من أهل الأديان المختلفة، بل إساءتهم للمسلمين أنفسهم.. لأنهم يعتقدون أن الإسلام لهم وحدهم، أما غيرهم فكلهم منحرفون ضالون مضلون.

وهكذا نجد مواقفهم السلبية من تلك العواطف النبيلة التي يبرزها المسلمون لربهم أو نبيهم k حيث يعتبرون كل ذلك بدعة وضلالة، فلا يهتمون بشيء كما يهتمون بالتحذير من كل مظاهر التدين العميق الممتلئ بالمحبة والسماحة.

بل إن غلبة البهيمية على هذا العقل جعلته في ممارساته الدعوية يعطي كل جهده للدعوة إلى الجنة وقصورها وأنهارها وللحور العين، فهو يتاجر بهم في كل المحال، لأن الدين في تصوره ليس سوى مقايضة الله ببعض الممارسات السطحية الممتلئة بالكثافة، وفي المقابل ينال الخلود في الجنة الحسية التي ملأوا حياة الناس ضيقا وشقاء بسببها.

هذه مجرد أمثلة على غلبة الحس على المعنى في العقل السلفي، وسنرى هنا تفاصيل ذلك وأدلتها من خلال الجوانب التالية: التعبدية، والشخصية، والاجتماعية، والعاطفية، وهي مجرد أمثلة لأن استيعاب ذلك كله محال لكثرته وتشعبه.


[1] مسألة في الكنائس (ص: 102)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست