responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 192

جميع الحقائق المقدسة المرتبطة به.. وهو كذلك قيم رفيعة، وأخلاق عالية تتجلى في جميع مظاهر الحياة.

وقد ذكر المفسرون سبب نزول الآية وعلاقتها باليهود، فذكروا أن (الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس، ثم حولهم إلى الكعبة، شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين، فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك، وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره، والتوجه حيثما وجه، واتباع ما شرع، فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل، وليس في لزوم التوجه إلى جهة من المشرق إلى المغرب بر ولا طاعة، إن لم يكن عن أمر الله وشرعه)[1]

وهكذا نجد قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189]، وهو يشير إلى ما كان يبالغ فيه المشركون من شعائر ظاهرة حسية في نفس الوقت الذي يعرضون فيه عن الشعائر الباطنة، التي هي لب الدين وأصله وجوهره.

وهذا كله يدل على أن التعلق بالشعائر الظاهرة وحدها والمبالغة فيها أسلوب الشيطاني يستعمله مع الديانات المختلفة ليبعدها عن أهداف الدين الأساسية، فيصبح الدين مجرد طقوس وشعائر، لا حياة فيها ولا أثر لها.

وقد طبق الشيطان مشروعه في هذه الأمة عن طريق الاتجاهات السلفية المختلفة التي ملأت حياة الأمة فتنا منذ نشوئها، بل حولت شعائر الدين إلى وسيلة للتنافر والتباغض وجميع الأمراض النفسية.

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أن الصلاة التي هي عمود الدين وركنه الركين،


[1] تفسير ابن كثير (1/ 485)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست