responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167

في استعمال النمط الذي يشاءون، وفي الوقت الذي يشاءون.

بل إنا نراهم ـ وفي أحيان كثيرة، وفي الموضع الواحد ـ يجمعون آيات مختلفة، فيؤولون ما تكون دلالته واضحة، ويثبتون ما يحتاج إلى حمله على المجاز ونحوه، كما فعل أبو القاسم اللالكائي حين قال: (سياق ما روي في قوله تعالى ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] وأن الله على عرشه في السماء وقال: عز وجل ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10]، وقال: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكَمُ الْأَرْضَ ﴾ [الملك: 16] وقال: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾ [الأنعام: 61] فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه)[1]

2 ـ تطويع العقل للوهم:

الأصل في العقل الإنساني الحكيم أن يحترم قدره، فلا يتجاوزه، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، وفيما لا يطيق فهمه من شؤون الدنيا والآخرة.. لأن خلق الله أعظم من أن يحصر فيما ندركه بحواسنا، أو نتوهمه بأوهامنا.. لكن العقل السلفي المؤسس على الوهم لا يؤمن بذلك، بل يتصور أن في إمكان العقل أن يدرك كل شيء، بل يتصور أنه يمكن أن يدرك الله نفسه.

وهو يستعمل لذلك قياسا غريبا، هو قياس الأولى، وهو قياس وهمي لا يمكن من خلاله التعرف على الكون، فكيف يمكن التعرف على الله.

يقول ابن تيمية في كتابه (الرد على المنطقيين) تحت عنوان [دلالة قياس الأولى في إثبات صفات الكمال]: (وأما قياس الأولى الذي كان يسلكه السلف اتباعا للقرآن


[1] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ 429)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست