responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146

التوهم .... لا التعقل

الركن الرابع الذي يقوم عليه بنيان العقل السلفي هو [التوهم] بدل التعقل، ونعني به ما يسميه الفلاسفة وعلماء النفس القدامى غلبة القوة الوهمية على القوة العقلية.

ولنفهم هذا المعنى جيدا، لارتباطه بتحليل العقل السلفي، فإننا ننقل هنا ـ باختصار ـ ما ذكره فلاسفة المسلمين وغيرهم عند ذكرهم لأنواع القوى التي تتميز بها أصناف النفوس، ومعها تتميز أصناف العقول، ذلك أننا من خلال تنزيل ما ذكروه على العقل السلفي وجدنا تحليلا علميا منطقيا متوافقا مع القرآن الكريم أولا، ومع الواقع العقلي السلفي ثانيا.

وسنشرح ذلك هنا ببعض التبسيط.. فقد ذكروا أن للنفس الإنسانية أربع قوى[1] : قوة عقلية ملكية، وقوة غضبية سبعية، وقوة شهوية بهيمية، وقوة وهمية شيطانية ..

وذكروا أن من شأن (القوة الأولى)، وهي القوة العقلية الملكية: إدراك حقائق الأمور، والتمييز بين الخيرات والشرور، والأمر بالأفعال الجميلة، والنهي عن الصفات الذميمة.

وأما (القوة الثانية)وهي القوة الغضبية السبعية، فهي موجبة لصدور أفعال السباع من الغضب والبغضاء، والتوثب على الناس بأنواع الأذى والتعنيف ونحوها.

وأما (القوة الثالثة)، وهي القوة الشهوية البهيمية، فلا يصدر عنها إلا أفعال البهائم من الحرص على الشهوات المختلفة، والرغبة الشديدة فيها، واختصار مقاصد الحياة في تحصيلها.

وأما (القوة الرابعة) وهي القوة الوهمية، فذكروا أن من شأنها استنباط وجوه المكر


[1] انظر تفاصيل هذه القوى في: جامع السعادات (ج1، ص 52)، وغيره.

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست