responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135

ويقول السيوطي ـ معبرا عن وجهة نظر المحدثين في ذلك ـ : (أما مرسل الصحابي كإخباره عن شيء فعله النبي k أو نحوه، مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه، فمحكوم بصحته على المذهب الصحيح الذي قطع به الجمهور من أصحابنا وغيرهم، وأطبق عليه المحدثون المشترطون للصحيح القائلون بضعف المرسل، وفي الصحيحين من ذلك ما لا يحصى؛ لأن أكثر رواياتهم عن الصحابة وكلهم عدول، ورواياتهم عن غيرهم نادرة، وإذا رووها وبينوها، بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليست أحاديث مرفوعة، بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات)[1]

وما ذكره السيوطي خطير جدا، فهو يذكر أن في الصحيحين من ذلك ما لا يحصى.. ثم بعد ذلك يتهمون كل من طعن في حديث من الصحيحين بسبب مخالفته للقرآن الكريم أو للعقل أو للقيم الإنسانية بأنه زنديق وضال مضل..

رابعا ـ الذاتية في قبول الرواة:

تعتبر الذاتية أبشع مظهر من مظاهر الاحتيال على الحقائق، ذلك أن الباحث بسببها لا يبحث عن الحقيقة كما هي في الواقع، وإنما يبحث في كيفية إقناع الآخرين بتصوره هو للحقيقة.

وقد كان علم الحديث ـ بسبب الاصطلاحات التي اصطلح عليها أهله ـ أكبر مصدر من المصادر التي تخول للمحدث أن يصحح ما يشاء من الأحاديث، ويضعف ما يشاء منها، فالأمر سهل يسير، والقواعد الحديثية والخلافات الواقعة فيه تيسر على المحدث أن يتعامل بهذه الطريقة.

ولهذا نجد المحدثين يراعون آراءهم العقدية في الحكم على صحة الحديث أكثر


[1] تدريب الراوي، (1/ 207)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست