responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125

الأحبار ووهب بن المنبه وغيرهم من اليهود أو تلاميذهم ـ أنهم يوردون في كلامهم ما ليس صحيحا، وما يمكن اعتباره كذبا، ومع ذلك لا يجرؤون على توهينهم أو تضعيفهم، لأنهم إن فعلوا ذلك فسيسقطون كثيرا من الروايات التي يتعلقون بها في إثبات عقائدهم.

ومن أمثلة ذلك موقفهم من حديث أبي هريرة: (أخذ رسول الله a بيدي،فقال: خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال فيها يوم الأحد وخلق الشجر فيها يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس،وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل) [1]

فلو أن أهل الحديث كانوا صادقين مع أنفسهم، وكانوا حريصين على سلامة الدين من التحريف لاتهموا كل من يحتمل وضعه لهذا الحديث ابتداء من أبي هريرة وانتهاء بمسلم.

لكنهم لا يفعلون ذلك، وخصوصا مع أبي هريرة، فلكل من رأى رسول الله k عندهم مكانة خاصة، وعدالة خاصة وحصانة لا يمكن لأي أحد أن يخرقها.

ومن عجيب مخالفاتهم في هذا أنهم لا يوهنون الصحابي، ولا يتركون الرواية عنه حتى لو ارتكب ما ارتكب من الجرائم، بحجة أنه لا يجرؤ على الكذب على رسول الله k، ولست أدري كيف وثقوا في ذلك، مع أن رسول الله k نفسه قال لأصحابه محذرا: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدهُ من النار)[2]

ولست أدري كيف تصوروا أن الذي هانت عليه جميع الأحكام الشرعية، فراح يعبث فيها كما يشاء، كيف لا يهون عليه الكذب على رسول الله k.. خاصة مع تلك


[1] صحيح مسلم (4/ 2149)

[2] المعجم الكبير للطبرانى: 8/379. وغيره.

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست