اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
بها، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهمَّ بها،
كما قيل: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83])[1]
ثم رد على
هذه الأقوال التنزيهية الجارية على وفق مقتضى اللغة، بل على مقتضى القرآن الكريم،
فقال: (قال أبو جعفر: ويفسد هذين القولين: أن العرب لا تقدم جواب لولا قبلها، لا
تقول: (لقد قمت لولا زيد)، وهي تريد: (لولا زيد لقد قمت)، هذا مع خلافهما جميع أهل
العلم بتأويل القرآن، الذين عنهم يؤخذ تأويله) [2]
ولست أدري من
أين له هذا المعنى اللغوي، والذي قال به كبار علماء اللغة، وهم أدرى بها، وأكثر
تخصصا منه.
وبعد أن فسر
الطبري الهم راح يفسر البرهان، فقال: (أما البرهان الذي رآه يوسف، فترك من أجله
مواقعة الخطيئة، فإن أهل العلم مختلفون فيه.. فقال بعضهم: نودي بالنهي عن مواقعة
الخطيئة) [3]
ومنها ما
رواه عن ابن عباس، أنه قال: (نودي: يا يوسف، أتزني، فتكون كالطير وَقَع ريشه، فذهب
يطير فلا ريش له؟)، وروى عنه: (لم يُعْطِ على النداء، حتى رأى برهان ربه، قال:
تمثالَ صورة وجه أبيه عاضًّا على أصبعه، فقال: يا يوسف، تزني، فتكون كالطير ذهب
ريشه؟)، وروى عنه: (نودي: يا ابن يعقوب، لا تكن كالطير إذا زنى ذهب ريشه، وبقي لا
ريش له! فلم يطع على النداء، ففُزِّع)، وروى عنه: ( نودي: يا ابن يعقوب لا