اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 81
وذهب ليحلّ سراويله، فإذا هو بصورة يعقوب
قائمًا في البيت، قد عضَّ على إصبعه، يقول: (يا يوسف لا تواقعها)، فإنما مثلك ما
لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق، ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع
إلى الأرض لا يستطع أن يدفع عن نفسه. ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا
يُعمل عليه، ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النَّمل في أصل قرنيه لا
يستطيع أن يدفع عن نفسه، فربط سراويله، وذهب ليخرج يشتدُّ، فأدركته، فأخذت بمؤخر
قميصه من خلفه فخرقته، حتى أخرجته منه وسقط، وطرحه يوسف واشتدَّ نحو الباب)[1]
وروى عن ابن
إسحاق، قال: (أكبَّت عليه - يعني المرأة - تُطمعه مرة وتخيفه أخرى، وتدعوه إلى
لذّة من حاجة الرجال في جمالها وحسنها وملكها، وهو شاب مستقبل يجد من شَبق الرجال
ما يجد الرجل ; حتى رَقَّ لها مما يرى من كَلَفها به، ولم يتخوَّف منها حتى همَّ
بها وهمَّت به، حتى خلوا في بعض بُيوته)[2]
وروى عن ابن
عباس، أنه سئل عن همّ يوسف ما بلغ؟ قال: (حَلّ الهِمْيان، وجلس منها مجلس الخاتن) [3]
وروى عن ابن
أبي مليكة، قال: سألت ابن عباس: ما بلغ من همّ يوسف؟ قال: (استلقت له، وجلس بين
رجليها)[4]
وبعد أن روى
أمثال هذا الغثاء عن جميع سلفهم الذين وكلوا لهم تفسير القرآن الكريم واستنباط العقائد
منه من أمثال مجاهد وقتادة وعكرمة وغيرهم.. طرح هذا
[1] تفسير الطبري (16/ 33)، ورواه في
تاريخه 1: 173.