responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 71

[البقرة: 36]

أما ما ورد من قوله تعالى في حق آدم (ع) ( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى )، فقد أجاب عنها ـ كما أجاب كل القائلين بالعصمة ـ على أن لفظة (عصى ) وإن كانت مستعملة في مصطلح المتشرّعة في الذنب والمخالفة للإرادة القطعية الملزمة، ولكنّه اصطلاح مختص بالمتشرّعة ولم يجر القرآن على ذلك المصطلح، بل ولا اللغة، فإنّ الظاهر من القرآن ومعاجم اللغة أنّ العصيان هو خلاف الطاعة، (وعلى ذلك فيجب علينا أن نلاحظ الأمر الذي خولف في هذا الموقف، فإن كان الأمر مولوياً إلزامياً كان العصيان ذنباً، وإذا كان أمراً إرشادياً أو نهياً تنزيهياً لم تكن المخالفة ذنباً في المصطلح، ولأجل ذلك لا يصلح التمسّك بهذا اللفظ وإثبات الذنب على آدم (ع)[1]

أمّا اللفظة الثانية ( فغوى ) فأجاب عنها بأن (المراد من الغي في الآية هو خيبة آدم وخسرانه وحرمانه من العيش الرغيد الذي كان مجرداً عن الظمأ والعرى، بل من المنغصات والمشقات، وليس كل خيبة تتوجّه إلى الإنسان ناشئة من الذنب المصطلح.. ولو سلم أنّ الغي بمعنى الضلال في مقابل الرشد، لكن ليس كل ضلال معصية، فإنّ من ضل في طريق الكسب أو في طريق التعلّم يصدق عليه أنّه غوى: أي ضل، ولكنّه لا يلازم المعصية) [2]

هذا نموذج عن كيفية قراءة النصوص المقدسة بما يتوافق مع عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهي قراءة استفادها السبحاني كما استفادها غيره من تلك المعاني النبيلة التي كان ينشرها أولياء الله من أهل بيت النبوة في مواجهة ذلك الزحف من الروايات الإسرائيلية التي راحت تخترق الرسائل المقدسة التي جاء القرآن الكريم


[1] عصمة الأنبياء ص 94.

[2] عصمة الأنبياء ص 94.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست