اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم،
مثل: كعب أو وهب بن منبه وغيرهما)[1]
ومثل تفسير
السلفية لتلك الآية الكريمة نجد تفسيرهم لما قصه القرآن الكريم من قصة إبراهيم (ع) مع الكواكب، فمع كونها واضحة في أنها أسلوب من
الأساليب التي كان يمارسها إبراهيم (ع) مع قومه
لدعوتهم.. مثلما ذكر القرآن الكريم ذلك في قصته مع عبدة الأوثان، كما قال تعالى: ﴿
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا
فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا
أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى
أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا
عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ
أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا
يَضُرُّكُمْ (66)﴾ [الأنبياء: 59 - 66]
لكن كثيرا من
السلفية فهموا منها أن إبراهيم (ع) كان من عبدة الكواكب، ومن بينهم الطبري
الذي حكى أقوال الذين فسروا الآيات الكريمة وفق القول بعصمة الأنبياء عن الكفر،
فقال: (وأنكر قوم من غير أهل الرواية هذا القول الذي روي عن ابن عباس وعمن روي
عنه، من أن إبراهيم قال للكوكب أو للقمر:هذا ربي، وقالوا: غير جائز أن يكون لله
نبيٌّ ابتعثه بالرسالة، أتى عليه وقتٌ من الأوقات وهو بالغٌ إلا وهو لله موحدٌ،
وبه عارف، ومن كل ما يعبد من دونه برئ. قالوا: ولو جاز أن يكون قد أتى عليه بعض
الأوقات وهو به كافر، لم يجز أن يختصه بالرسالة، لأنه لا معنى فيه إلا وفي غيره من
أهل الكفر به مثله، وليس بين الله وبين أحد من خلقه مناسبة، فيحابيه باختصاصه
بالكرامة. قالوا: وإنما أكرم من أكرم منهم لفضله في نفسه، فأثابه لاستحقاقه
الثوابَ بما أثابه من