ومن
الإسرائيليات والخرافات المتعلقة بموسى (ع)، بالإضافة
إلى هذا، ما نجده في كتب التفسير والتاريخ السلفية عند تفسير قوله تعالى: ﴿قَالُوا
يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى
يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾
[المائدة: 22]، فهم يوردون عند تفسيرها قصة عوج بن عوق، وأنه كان طوله ثلاثة آلاف
ذراع، وأنه كان يمسك الحوت، فيشويه في عين الشمس، وأن طوفان نوح لم يصل إلى
ركبتيه، وأنه امتنع عن ركوب السفينة مع نوح، وأن موسى كان طوله عشرة أذرع وعصاه
عشرة أذرع، ووثب في الهواء عشرة أذرع، فأصاب كعب عوج فقتله، فكان جسرا لأهل النيل
سنة.
وقد قدم
الطبري لتلك الروايات بقوله: (وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن جواب قوم موسى (ع)، إذ أمرهم بدخول الأرض المقدسة: أنهم أبوا عليه
إجابته إلى ما أمرهم به من ذلك، واعتلوا عليه في ذلك بأن قالوا، إن في الأرض
المقدسة التي تأمرنا بدخولها، قوما جبارين لا طاقة لنا بحربهم، ولا قوة لنا بهم.
وسموهم جبارين، لأنهم كانوا لشدة بطشهم وعظيم خلقهم، فيما ذكر لنا، قد قهروا سائر
الأمم غيرهم)[2]
ولا بأس أن
نتبرك هنا ببعض ما رواه حول هؤلاء الجبارين وعظم خلقهم، فقد روى عن السدي في قصة
ذكرها من أمر موسى وبني إسرائيل، قال: (ثم أمرهم بالسير إلى أريحا، وهي أرض بيت
المقدس، فساروا، حتى إذا كانوا قريبا منهم، بعث موسى اثنى عشر نقيبا من جميع أسباط
بني إسرائيل، فساروا يريدون أن يأتوه بخبر الجبارين، فلقيهم رجل من الجبارين، يقال
له عوج، فأخذ الاثنى عشر فجعلهم في حجزته، وعلى