هذا كل ما
ورد في القرآن الكريم عنه، والذي ركز فيه على المعارف الإيمانية لأيوب (ع) من ذكره لرحمة ربه، والتجائه إليه، ونحو ذلك.
لكن سلف
السلفية راحوا يحولون من هذا البلاء قصة طويلة.. وكأن ما ذكر في القرآن الكريم لم
يشف غليلهم، فراحوا للأساطير يشفون بها غليلهم.
ومن القصص
التي فسروا بها تلك الآيات الكريمة ما رووه عن عبد الرحمن بن جبير، قال: (لما
ابتلي نبي الله أيوب (ع) بماله وولده وجسده، وطرح في مزبلة، جعلت
امرأته تخرج تكسب عليه ما تطعمه، فحسده الشيطان على ذلك، وكان يأتي أصحاب الخبز
والشوي الذين كانوا يتصدقون عليها، فيقول: اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم، فإنها
تعالج صاحبها وتلمسه بيدها، فالناس يتقذرون طعامكم من أجل أنها تأتيكم وتغشاكم على
ذلك; وكان يلقاها إذا خرجت كالمحزون لما لقي أيوب، فيقول: لج صاحبك، فأبى إلا ما
أتى، فوالله لو تكلم بكلمة واحدة لكشف عنه كل ضر، ولرجع إليه ماله وولده، فتجيء،
فتخبر أيوب، فيقول لها: لقيك عدو الله فلقنك هذا الكلام، ويلك، إنما مثلك كمثل
المرأة الزانية إذا جاء صديقها بشيء قبلته وأدخلته، وإن لم يأتها بشيء طردته،
وأغلقت بابها عنه! لما أعطانا الله المال والولد آمنا به، وإذا قبض الذي له منا
نكفر به، ونبدل فيره! إن أقامني الله من مرضي هذا لأجلدنك مئة، قال: فلذلك قال
الله: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ﴾
[ص: 44])[1]
وخطورة هذه
الرواية ليس في صورة البلاء الذي صورت لأيوب (ع) فقط، بحيث