responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ [نوح: 10 - 20]

وبعد كل تلك السنوات الطويلة، وبعد أن بذلك كل تلك الجهود، وبعد أن أخبره ربه سبحانه وتعالى بأنهم لن يؤمنوا، كما قال تعالى: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [هود: 36]

حينها فقط طلب من الله تعالى أن يريح الأرض منهم، لينشأ بدلهم قوم يعبدونه ولا يشركون به شيئا، قال تعالى ـ حاكيا عن نوح (ع) ـ:﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 26 - 28]

هذا نموذج يذكره القرآن الكريم، ويذكر أمثاله عن هود وصالح وإبراهيم وكل الأنبياء عليهم السلام الذين لا نعرف في القرآن الكريم من تفاصيل حياتهم إلا تلك الجهود العظيمة التي قاموا بها في الدعوة إلى الله متجردين من كل غرض، فكلهم كان يردد ما كان يردده هود (ع): ﴿ يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [هود: 51]

هذه هي الرؤية القرآنية لتكاليف الأنبياء، والابتلاءات العظيمة التي ابتلوا بها في طريق الدعوة إلى الله، وأداء دورهم الرسالي.

لكن المدرسة السلفية ـ بسبب انحرافها إلى التصوير اليهودي ـ للأنبياء عليهم السلام، تحرف هذه الصورة المقدسة تحريفا شديدا، فتحول الأنبياء عليهم السلام إلى أقزام مقارنة بتلك الصورة القرآنية الجميلة.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست