responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147

ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي الإنس، قال: ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم، قال: فتسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر)[1]

وهذا مخالف لما ورد في القرآن الكريم من تقريب الأنبياء للمستضعفين أكثر من تقريبهم لأعيان الناس ووجهائهم كما تنص الرواية.

وهو مخالف كذلك لما ورد في القرآن الكريم من النهي عن الترف.. فما كان سليمان (ع) ليستخدم ما أعطاه الله من طاقات في سبيل تحقيق رغبات النفوس المترفة.

وليت روايات السلفية توقفت عند هذا الحد، بل إنها تروي أن سليمان (ع) كان يغزو كل حين.. لا لشيء إلا لأجل الغزو والغنيمة.. ومن الروايات التي أوردوها في هذا، والتي تصور سليمان (ع) بصورة المستبد القاسي، ما بوب له الطبري بقوله: [ذكر غزوته أبا زوجته جرادة وخبر الشيطان الذي أخذ خاتمه][2]

وقد ذكرنا سابقا قصته في ذلك.. وهي بالإضافة إلى ما ذكرناه من تشويهها له (ع) في ذلك الجانب، فإنها تسيء إليه أيضا في هذا الجانب.. ذلك أنهم يصورون أنه تزوج ابنة الملك الذي قتله، ثم يعاتبون تغيرها عليه رغم حبه الشديد لها، فقد ورد في الرواية: (فقتل ملكها واستفاء ما فيها، وأصاب فيما أصاب ابنة لذلك الملك لم ير مثلها حسنا وجمالا، فاصطفاها لنفسه، ودعاها إلى الإسلام فأسلمت على جفاء منها وقلة ثقة، وأحبها حبا لم يحبه شيئا من نسائه، ووقعت نفسه عليها، فكانت على منزلتها عنده لا يذهب حزنها، ولا يرقأ دمعها، فقال لها، لما رأى ما بها وهو يشق عليه من ذلك ما يرى: ويحك، ما هذا الحزن الذي لا يذهب، والدمع الذي لا يرقأ! قالت: إن أبي أذكره وأذكر ملكه وما كان فيه وما أصابه، فيحزنني ذلك، قال: فقد ابد لك الله به ملكا هو أعظم من


[1] تفسير الطبري (19/ 441)

[2] تاريخ الطبري (1/ 496)

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست