اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 120
ذكرنا فضائل
الأنبياء أيهم أفضل، فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه، وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن،
وذكرنا موسى مكلم الله، وذكرنا عيسى بن مريم، وذكرناك يا رسول الله، قال: (فمن
فضلتم؟)، فقلنا: فضلناك يا رسول الله، بعثك الله إلى الناس كافة، وغفر لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر، وأنت خاتم الأنبياء. فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا)، قلنا: يا رسول الله، وكيف ذاك؟
قال: (ألم تسمعوا كيف نعته في القرآن ﴿يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ
بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا
وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا
عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ
يُبْعَثُ حَيًّا (15)﴾ [مريم: 12 - 15] ﴿ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل
عمران: 39] لم يعمل سيئة ولم يهم بها)[1]
ورووا عنه قال:
قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (ما من أحد من ولد
آدم إلا قد أخطأ، أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا)[2]
ورووا عن عبد
الله بن عمرو قال: قال رسول الله: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن
زكريا، ما هم بخطيئة، ولا عملها) [3]
ورووا عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (كل بني آدم يلقى
الله يوم القيامة بذنب، وقد يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه، إلا يحيى بن زكريا، فإنه
كان ﴿ سَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل
عمران: 39]. وأهوى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى قذاة من الأرض فأخذها