اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 118
وكانت آخر
جناية جنوها عليه هي اتهامه بالحرص على الحياة بعد أن عاش ألف سنة كاملة.. وقد
رووا في ذلك الروايات الكثيرة.. والتي تعاملوا معها جميعا، وكأنها حقائق قطعية
مقدسة لا يصح نقدها، ولا الكلام فيها.
ومن تلك
الروايات ما رووه عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(أول من جحد آدم (ع) قالها ثلاث مرات، إن الله لما خلقه مسح
ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال: أى رب من هذا؟ قال ابنك
داود قال: كم عمره؟ قال: ستون، قال: أى رب زد فى عمره، قال: لا إلا أن تزيده أنت
من عمرك، فزاده أربعين سنة من عمره فكتب الله عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة،
فلما أراد أن يقبض روحه، قال: بقى من أجلى أربعون فقيل له: إنك جعلته لابنك داود
قال: فجحد، قال: فأخرج الله عز وجل الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود، (ع)، مائة سنة وأتمها لآدم (ع) عمره ألف سنة)[1]
وفي رواية عن
أبي هريرة يرفعها لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، اتفق السلفيون على
صحتها: (لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى
يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال:
أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا فأعجبه وبيص مابين عينيه، فقال: أي
رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت
عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه
ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمرى أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال:
فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته)[2]
[2] الترمذي (3076). قال الترمذي: حسن
صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2683) وأخرجه الحاكم في المستدرك 2 / 325
وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 118