responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112

 

حرص.. واعتراض

من الملاحظات المهمة التي يلاحظها من يقرأ التراث السلفي الخاص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام رؤيته لذلك التعلق الشديد ـ من طرف الأنبياء كما يصورهم السلفية ـ بالحياة والحرص عليها، بل والاعتراض على الله إن أرسل إليهم ملك الموت.

وهذه الملاحظة تبدو من خلال رواياتهم الكثيرة، سواء تلك التي يسمونها صحيحة صحة مطلقة، يبدعون جاحدها، ويتهمونه بتهمهم المعروفة.. أو كانت من رواياتهم المختلف فيها.. ولكنهم على العموم يقبلونها، لأنهم يعتبرون مصدرها مصدرا سنيا سلفيا.

وهذه الملاحظة وحدها كافية للدلالة على العلاقة بين التصور اليهودي والتصور السلفي للنبوة، لأن الله تعالى أخبرنا عن المقياس الذي نقيس به عقل اليهود.. أو عقل كل محب للحياة معرض عن الله، فقال ـ مخاطبا اليهود ـ: ﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 94] وقال: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الجمعة: 6]

وهذا اختبار موجه لعوام الناس من اليهود الذين تصوروا أن لهم الدار الآخرة خالصة من دون الناس، أو أنهم أولياء لله من دون الأمم، مثلما يقول السلفيون تماما، ولذلك طلب الله تعالى منهم تصديقا لدعواهم أن يتمنوا الموت إن كانوا صادقين حقيقة في إيمانهم.. لأن من يؤمن بأن له دار السعادة الأبدية، وأنه فيها في محل الرضوان الذي لا ينقطع، وأنه في هذه الحياة الدنيا كالأسير والمسجون مقارنة بسعة الدار الآخرة.. لا محالة يطلب الدار الآخرة، ويلتمس كل السبل الصالحة للرحيل إليها.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست