اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 108
أعلام السلف
والخلف ما يدل على إجماعهم على القوة الجبارة التي وهبت للنبي في هذا الجانب..
ومن تلك
النقول ما نقلوه عن العيني أنه قال: (وفيه ما كان الله تعالى خص به الأنبياء من
صحة البنية وكمال الرجولية، مع ما كانوا فيه من المجاهدات في العبادة. والعادة ـ
في مثل هذا لغيرهم ـ الضعف عن الجماع. لكن خرق الله تعالى لهم العادة في
أبدانهم،كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم، فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من
الإطاقة أن يطأ في ليلة مائة... وليس في الأخبار ما يحفظ فيه صريحاً غير هذا إلا
ما ثبت عن سيدنا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً في الجماع [1]... وكان إذا صلى الغداة دخل على نسائه
فطاف عليهن بغسل واحد ثم يبيت عند التي هي ليلتها[2]، وذلك لأنه كان قادراً على توفية حقوق
الأزواج وليس يقدر على ذلك غيره مع قلة الأكل)[3]
أما ما ورد
في الحديث من ذلك الجزم من سليمان (ع)، من غير
إرجاع الأمر لله، مع تذكير الملاك أو غيره له، والذي قد يوهم بأن هبة الولد ليست
لله، وإنما هي نتيجة الطواف ـ كما ورد في الحديث ـ فقد استطاعوا حلها أيضا، وبكل
سهولة.
فقد نقلوا عن
سلفهم الطبري قوله: (إن النسيان على وجهين: أحدهما: على وجه التضييع من العبد
والتفريط.. والآخر: على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به، وضعف عقله عن
احتماله.. فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو تركٌ منه
لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب العبد إلى الله في تركه مؤاخذته
[1] رواه عبد الرزاق في مصنفه: ( 7 /
507 ) رقم ( 14052 )، وابن خزيمة في صحيحه: ( 1 / 426) رقم ( 233 )..