responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97

إدراك العجز إدراكاً محققاً)

وقال ابن عربي: (ثم تتوالى عليه [على الفرد من طائفة أهل الله] التجليات باختلاف أحكامها فيه .. فيزيد حيرة لكن فيها لذة .. فكانت حيرتهم باختلاف التجليات أشد من حيرة النظار في معارضات الدلالات، فقوله: زدني فيك تحيراً طلب لتوالي التجليات عليه، فمن وصل إلى الحيرة ... فقد وصل)[1]

ورد على من اعتبر الحيرة ضلالا، فقال: (الهدى هو أن يهتدي الإنسان إلى الحيرة، فيعلم أن الأمر حيرة، والحيرة قلق وحركة، والحركة حياة، فلا سكون، فلا موت، ووجود فلا عدم)[2]

هذه خلاصة النظرة العقلانية والعرفانية للمعرفة التنزيهية .. فلذلك تقوم على التعظيم والتنزيه .. أو على التسبيح والثناء .. فهي دائما في ارتقاء وسفر بهذين الجناحين في العوالم التي لا تنتهي..

وقد أشار الأئمة من أهل البيت إلى هذا المعنى في روايات كثيرة، ومنها ما روي عن الإمام علي من قوله: (ليس له [ سبحانه وتعالى ] حدّ ينتهي إلى حدّه) [3] ، وقال: (من زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود) [4]، وقال: (من حدّه [ تعالى ] فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله) [5]

وروي أن بعض الناس طلب من الإمام علي بن موسى الرضا أن يحدّ الله تعالى له، فقال له الإمام: لا حدّ له. قال الرجل: ولم؟ قال الإمام: لأنّ كلّ محدود متناه إلى حدّ . وإذا احتمل


[1] الفتوحات المكية (1/ 305)

[2] الفتوحات المكية (1/ 305)

[3] التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 2، ح 1، ص 35.

[4] المصدر السابق، ح 34، ص 77.

[5] نهج البلاغة، الشريف الرضي: قسم الخطب، خطبة 152، ص 278 ـ 279

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست