اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 9
من كل وحدة، ونورٌ من كل ظلمة، وقوةُ من كل ضعف، وشفاءٌ من كل سقم) [1]
وأشار إلى ذلك أيضا الإمام الحسين في بعض مواعظه، فقال: (أيها الناس إن
الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا
بعبادته عن عبادة من سواه)[2]
وأشار إلى ذلك قبلهما الإمام علي، حين اعتبر أول الدين وأساسه معرفة
الله، فقال: (أولُ الدين معرفته، وكمالُ معرفته التصديق به، وكمالُ التصديق به
توحيدُه، وكمالُ توحيده الإخلاصُ له، وكمالُ الإخلاص له نفيُ الصفات عنه، لشهادة
كلِّ صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة)[3]
وهكذا وردت الروايات الكثيرة عن أولياء هذه الأمة تدعو إلى الاهتمام
بالبحث الجاد عن المعرفة الإلهية من سبلها الصحيحة المعصومة، حتى لا يحيق بهذه
الأمة ما حاق بغيرها من الأمم.
ذلك أن من عادة الشيطان ـ كما يخبر القرآن الكريم ـ أن يبدأ بالسعي في
تشويه هذه المعرفة، فإن تمكن من ذلك لا يبالي بعدها بشيء.
وقد أخبر القرآن الكريم عن نموذج من نماذج ذلك، وهو ما حصل لبني إسرائيل
بمجرد خروجهم من مصر.. فقد كان أول ما طلبوه ـ بغواية من الشيطان ووسوته ـ أن يجعل
لهم موسى عليه السلام إلها كالآلهة التي تعبدها الأمم من حولهم.. لأنه عز عليهم أن
يعبدوا إلها لا يتمكنون من رؤيته.
قال تعالى مشيرا إلى ذلك: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً