responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

خلق كثير، فبلغ ذلك الحاكم، فأرسل جماعة من عنده إلى الناس وسكَّنهم ووعدهم بإخراج الفخر من عندهم وتقدم إليه بالعودة إلى هراة فعاد إليها[1].

وقد حصلت أحداث كثيرة في التاريخ الإسلامي لا تقل عن هذه الحادثة.. ومنها تلك الحادثة التي حصلت بين القشيري وأصحابه وبين المجسمة الذين كانوا يحرضون العوام، ويستعملونهم في مواجهة علماء الأمة.

ولا بأس أن نورد هنا وثيقة مهمة كتبها أبو نصر القشيري، ووقع عليه جماعة من علماء الأشاعرة، وهي تصور لنا بعض تلك المشاغبات التي كان يقوم بها المجسمة كل حين للتحريض على العلماء، وإثارة الفتن في الأمة، لأجل حملها على التجسيم.

فمما جاء فيها: (يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصح نهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من الفقهاء وأهل القرآن والمعدلين من الأعيان، وكتبوا خطوطهم المعروفة .. أنّ جماعة من الحشوية والأوباش المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يتسمح به ملحد فضلاً عن موحد، ولا تجوز به، قادح في أصل الشريعة ولا معطل، ونسبوا كل ما ينزه الباري تعالى وجـل عن النقائص والآفات، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال .. وتناهوا في قذف الأئمة الماضين، وثلب أهل الحق وعصابة الدين، ولعنهم في الجوامع والمشاهد والمحافل والمساجد والأسواق والطرقات والخلوة والجماعات، ثم غرهم الطمع والإهمال ومدهم في طغيانهم الغي والضلال إلى الطعن فيمن يعتضد به أئمة الهدى وهو للشريعة العروة الوثقى، وجعلوا أفعاله الدينية معاصي دنية..وتمادت الحشوية في ضلالتها والإصرار على جهالتها وأبوا إلا التصريح بأنّ المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل، وأنه ينزل بذاته، ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط، وعليه تاج يلمع، وفي رجليه نعلان من ذهب، وحفظ ذلك


[1] الكامل 10/262 وانظر البداية والنهاية لابن الأثير 13/19.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست