responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32

 

التعقل .. والتصور

من أهم الإشكالات التي حالت بين العقل والتحقق بالمعرفة الإلهية ـ كما ينص القرآن الكريم، وكما يدل عليه الواقع ـ هو إدخال الخيال والوهم والتصور في هذا النوع من المعرفة المقدسة.

كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك في مواضع كثيرة كذكره لمطالبة بني إسرائيل موسى عليه السلام بالرؤية الحسية لله حتى عوقبوا على ذلك، وكقول فرعون: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص: 38]، وغيرها من النصوص.

والواقع الإلحادي يدل على ذلك أيضا، فهو يريد أن يقيس الله بمثل المقاييس التي يستعملها في دراسة الظواهر الكونية المختلفة.. وعندما لا تخضع معرفة الله لمقاييسه يذهب للإلحاد.

ولهذا فإن القرآن الكريم ينطلق في التعريف بالله من وضع القواعد التي تؤسس العقيدة على الأسس الصحيحة المنبنية على المعرفة التنزيهية لله، كما قال تعالى - على لسان الملائكة عليهم السلام-: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: 30]

وقد أشار الغزالي إلى ذلك عندما قال في جواهر القرآن عند بيانه لعزة ما ورد في القرآن الكريم من الحديث عن الذات الإلهية في نفس الوقت الذي أفاض فيه في ذكر أسماء الله وآثارها في الوجود: ( كما أن أنفس اليواقيت أجل وأعز وجودا، ولا تظفر منه الملوك لعزته إلا باليسير، وقد تظفر مما دونه بالكثير، فكذلك معرفة الذات أضيقها مجالا وأعسرها منالا وأعصاها على الفكر، وأبعدها عن قبول الذكر؛ ولذلك لا يشتمل القرآن منها إلا على تلويحات وإشارات، ويرجع ذكرها إلى ذكر التقديس المطلق كقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست