اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 242
عندما مطالعة الكثير من الروايات التي يحكيها السلفية عن سلفهم، أو
يرفعونها إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
نجد العبثية في أكمل صورها، فهم يصورون الله البديع الذي أتقن كل شيء خلقه،
والحكيم الذي لا منتهى لحكمته، بصورة اللاهي اللاعب الذي يتصرف تصرفات لا دلالة
لها، ولا حاجة إليها.
ومن الأمثلة على ذلك ما فسروا به قوله تعالى: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الزمر: 67]، فقد أوردوا في تفسيرها من
تصرفات الله - بحسبهم - ما يملأ بالعجب..
فقد تحولت الآية الكريمة ـ بسبب تحريفاتهم ـ من آية تبين عظمة الله
وقدوسيته، إلى مشاهد ساخرة عابثة لإله متجبر متسلط، وكأنهم لا يتحدثون عن إله،
وإنما عن ملك من ملوك زمانهم.
فمن أقوال ابن تيمية في تفسير الآية الكريمة: (والحديث مروي فى الصحيح
والمسانيد وغيرها بألفاظ يصدق بعضها بعضا وفى بعض ألفاظه قال: قرأ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على المنبر: ﴿وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الزمر: 67]، ثم قال: (مطوية فى
كفه يرمى بها كما يرمى الغلام بالكرة).. وفى لفظ (يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده
فيجعلها فى كفه ثم يقول بهما هكذا كما تقول الصبيان بالكرة: أنا الله الواحد)،
وقال ابن عباس: يقبض الله عليهما، فما ترى طرفاهما بيده)[1]
ومن الأمثلة الخطيرة التي ذكرها، وهو لا يقصد بها إلا التشبيه المحض،
قوله: (وفي لفظ قال: رأيت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على المنبر وهو يقول: (يأخذ الجبار سمواته وأرضه، وقبض بيده وجعل
يقبضها ويبسطها ويقول: أنا الرحمن، أنا الملك، أنا القدوس، أنا السلام، أنا
المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الذي بدأت الدنيا
ولم تكن شيئا،