responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228

 

أقوال .. وأفعال

يرى أصحاب الرؤية التنزيهية لله ـ سواء كانوا من أهل البرهان أو من أهل العرفان ـ أن من مقتضيات تقديس الله تعالى تقديس كل ما يتصف به من صفات الكمال كالعلم والقدرة والإرادة والرحمة واللطف، وكل ما ورد في النصوص المقدسة الحديث عنه أو الإشارة إليه من صفات الكمال الإلهي الذي لا يحد ولا يعد.

وهذا ما يدل عليه الشق الثاني مما ورد في القرآن الكريم من المعرفة الإلهية، وهو شق التعظيم.. فالمعرفة الإلهية تنزيه وتعظيم.. فلا تنزيه من دون تعظيم، ولا تعظيم من دون تنزيه، ولهذا أمر الله تعالى بالجمع بينهما، فقال: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 98]

وأخبر أن الملائكة عليهم السلام المعصومين في سلوكهم ومعارفهم يعرفون الله بهاتين المعرفتين العظيمتين، فقال حاكيا عنهم: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: 30]

بل أخبر أن كل شيء يعرف الله بهذا النوع من المعرفة، فقال: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 44]

وهذا يعني أن التنزيه لله لا يشمل تنزيه ذاته فقط، بل يشمل أيضا تنزيه صفاته وأسمائه الحسنى من أن يتسرب إليها أي لون من ألوان التجسيم أو التشبيه أو القصور أو الضعف أو الافتقار.

ولهذا نجد التحذيرات الكثيرة من أولياء الله من أن نترك للشيطان فرصة ليخلط الكمال بالنقص، أو يمزج التنزيه بالتشبيه.

ومن أمثلة تلك التحذيرات التي تعتبر أصلا لغيرها ما قاله الإمام علي عند حديثه عن

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست